عودة إلى عصاي السحرية القديمة
منذ سنوات لم أحتج إلى تعلم شيء جديد، الآن أصبح موضوع حياة أوموت
الأسبوع الماضي كان أكثر أسبوع انشغلت فيه منذ مدة طويلة <هههه العام الماضي كان مليئا بأوقات الفراغ >.
قبل سنوات عندما كنت أتقدم للوظائف، كنت أكتب في سيرتي الذاتية أنني "سريع التعلم"، وأحسَبُ أن هذه الميزة هي عصاي السحرية التي أتوكأ عليها وأهشّ بها على التحديات الصعبة. في مراحل مختلفة من حياتي كانت هذه الميزة سببا في نموي وقدرتي على تحمل المسؤوليات والمهام، وأرى أنها أهم ميزة عملية في الإنسان المنتج.
في السنوات الأخيرة من مربع، أصبح لدي فريق عمل عظيم، وأصبح مربع ناضجًا وناجحًا جدًا، وتحسن وضعي المالي، وأصبحت أقل قلقًا وأبطأ سعيًا. هذه الراحة سببت لي خمولا معرفيا وتباطؤا في التعلم بشكل عام، لدرجة أنني أصبحت أتعلم أشياء جديدة فقط لإشغال هذا الفراغ في حياتي، فبدأت فجأة تعلم الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصميم ثلاثي الأبعاد، وغيره من الهوايات البسيطة.
هذه التدوينة مليئة بالصور المتحركة <جِفز>، اذا الصور تظهر عندك ثابتة اقرأ التدوينة على الويب من 👈🏻 هذا الرابط 👉🏻




أما مربع، فقد أصبح إنتاجه سهلًا وتلقائيا بشكل مبهر، كنت أعمل يومين في الشهر فقط، أصور ٤ حلقات -حلقتين يوميا-، وبقية الشهر لا أعمل إلا قليلًا.
لدرجة أنني كنت أدخل للتسجيل أحيانا وأنا لا أعرف اسم الضيف، ولم أقرأ الإعداد أبدًا، وهذه معلومة جديدة على معد مربع العظيم، يقرأها الآن ويشتمني في عقله. كنت أدخل دورة المياه ٥ دقائق، أقرأ الإعداد سريعا، أعرف اسم الضيف، ثم أخرج أسلم عليه وأبدأ اللقاء.
لم تكن كل اللقاءات بهذا التقصير طبعًا، ولكنني أذنبت هذا الذنب عدة مرات، فهذه الراحة وما تفعل في الإنسان.
الآن، صفعتني الحياة كفًا قويًا، وجعلتني أعود لأبدأ من الصفر، الآن.. أعود لأتوكأ على عصاي السحرية، عودة مذنب تائب خجول.
حياتي الجديدة ستحتاج تعلم مهارات كثيرة، منها تصوير الفيديو بجودة عالية، والنشر على المنصات الجديدة -بالنسبة لي- انستقرام وتيكتوك وسناب شات.
تصوير الفيديو سيكون بإذن الله لقمة عيشي وعملي، والنشر على المنصات الجديدة سيكون مساحتي الشخصية والمحتوى الذي أتواصل من خلاله مع العالم، وبين هذا وذاك مشتركات ومختلفات.
في سعيي نحو إنتاج فيديوات بجودة عالية، اتبعت نظرية الورطة واشتريت كاميرا ومعدات احترافية جدا، وغالية جدا، وبعيدة جدا عن مستواي في التصوير اليوم، لأنني منقطع عن هذا المجال منذ أكثر من عشر سنوات.
اشتريتها لأضع سقفا جديدا لنفسي، يجب أن أتعلم على هذا المستوى، يجب أن أنتج على هذا المستوى: تصوير سينمائي.
التصوير السينمائي مختلف عن تصوير الفيديو الاحترافي، والاختلاف بينهما ضخم في كل شيء، فالمهارات اللازمة مختلفة، المعدات مختلفة، حجم الملفات مختلف، سهولة التعامل مع الملفات وتلوينها مختلف، كل شيء أصعب، ولكن أجمل -إذا كنت شاطر-.
في يومي الأول، صورت مقاطع تجريبية، ولم أستطيع إخراجها من الكاميرا، لأن الذاكرة المستخدمة مختلفة عن كل شيء أعرفه، لا هي إس دي كارد ولا هي إس إس دي، اسمها A ولها طريقة معقدة في إخراج الملفات والتعامل معها 😂.
كانت تجربة مهينة، أنا! لا أعرف كيف أخرج ملفًا من الكاميرا للابتوب!! أنا؟!
تعلمت الطريقة الصحيحة واشتريت المعدات <الإضافية> اللازمة، وبدأت رحلة تعلم جديدة، بدأت من الصفر في عالم جديد كليًا، وكانت تجربة لذيدة.
هذه الجلسة، أنني أبحث في شيء أجهل فيه كل شيء، وأكتب مذكراتي وأفهم قليلا ولا أفهم كثيرا، ثم أعود لأفهم، وأفهم!
هذه المعجزة، التعلم، عادت لي من جديد، وأعادت لي الحياة.
أصبحت منكبًا على الدروس يوميا، ساعات وساعات من الدروس والتجارب والتطبيق، التصوير، إعدادات الكاميرا، التلوين، المونتاج، الهندسة الصوتية، تصميم المؤثرات الصوتية..الخ
أريد أن أتعلم كل شيء في هذه الصنعة، أريد أن أكون قادرا لوحدي على صناعة فيلم ونشره، من الفكرة والكتابة، للتصوير بشكل صحيح، الإضاءة والتكوين والإعدادات والعدسات، للتلوين والمونتاج والصوت، للنشر.
بالإضافة إلى كل ذلك، فأنا جاهل تماما بهذه المنصات، ليس فقط لأنني لم أكن أنشر فيها شيئا، بل لأنني لم أكن أستخدمها أصلا!
فأنا لا أتصفح تيكتوك ولا عندي فيه حساب، ولا أتصفح انستقرام ولا سناب، ولا أعرف ماذا يصنع الناس هناك.
اليوم، أفني ساعات عديدة في تعلم هذه المنصات، كيف تعمل خوارزمياتها وكيف ينجح المحتوى فيها..الخ

كتجربة، تواصلت مع صديقي وطلبت منه أن أصور في مقهاه إعلانًا وهميا.. كتبت الإعلان، صورته، لونته، منتجته، صممت الأصوات، وأنهيته في يومين، كل من رآه انبهر.
كل أصدقائي أصحاب الخبرة في المجال، انبهروا، ولم يصدقوا أنني صنعته وحدي.
هذه التجربة السريعة، أشعرتني بالثقة، وأنني لم أشترِ المعدات الغالية هباء، وأنني أستطيع فعلا أن أحقق خطتي في هذا المجال، سواء كبيعٍ أو كمحتوى شخصي.
الآن، أستمر في التعلم، وصناعة مقاطع تجريبية سواء شخصية أو إعلانية، وقريبا، أنشر لكم بإذن الله كل شيء.
دعواتكم 🫶🏻.







الله يوفقك يا حاتم
وتظل النشرة مجانية دائما ههه
العودة من الصفر ليست هزيمة، بل بطولة. حماسك للتعلّم ورغبتك الحقيقية في الإتقان تلهمني وتثبت إنك من الناس اللي حتى العثرات تصنع منهم جبال!
في ناس تنكسر إذا بدأوا من الصفر..وإنت قررت تبدأ فيلم جديد.😅 وتثبت إن العزيمة أقوى من أي سقوط. متحمسة أشوف شغلك الجاي.. شكلك ناوي تكسر الدنيا!